حاول البعض في الآونة الأخيرة ترويج أفكار واعتقادات باطلة حول موضوع الأحرف السبعة والقراءات، حيث ادعوا أن جبريل – عليه السلام – لم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم إلا على حرف واحد لفظًا. وأما الأحرف الأخرى، فهي رخصة من الله – سبحانه وتعالى – تبيح للصحابة القراءة بها حسب المعنى أو ما تقتضيه لغتهم وألسنتهم.
كما ادعوا أن هذه الأحرف المرخص فيها وجدت سبيلا إلى القراءات العشرة التي يقرأ بها المسلمون ما دامت موافقة للمصاحف العثمانية، وأن كل ما صح عن القراء العشرة من هذه القراءات – والتي لم يعلمها جبريل النبي صلى الله عليه وسلم – له قدسية القرآن الكريم؛ لأن الله تعالى – بحسب زعمهم – هو الذي أذن أن تُقرأ بهذه الأوجه، وتعتبر منزلة من حيث أن الله تعالى أنزل الرخصة والإذن بأن تقرأ بجميع هذه الأوجه.
وهذا – على حد زعمهم – معنى حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف). وأما النصوص التي فيها التصريح بأن الله أنزل القرآن على سبعة أحرف فليس معناها ما يتبادر للأذهان أن جبريل علمه النبي صلى الله عليه وسلم نصّا ولفظا. فالكلام الذي نزل به جبريل وعلمه للنبي – صلى الله عليه وسلم – لفظًا ونصّا وجه واحد فقط، وأما باقي الأوجه فاجتهاد مأذون فيه. واللفظ الذي نزل به جبريل موجود ومحفوظ ضمن القراءات العشرة.
ونورد مثالا على زعمهم: قراءة (فتبينوا)، وقراءة (فتثبتوا)، فهم يدّعون أن إحداهما علمها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، أما القراءة الأخرى فقرئ بها بالمعنى أو المرادف وفق “رخصة” الأحرف السبعة.
إننا كطلاب علم مهتمين بقضية الأحرف السبعة والقراءات، أنشأنا هذا الموقع لغرض الرد على هذا القول الفاسد. وستكون حججنا موجهة للرد على شبهات المؤلف صالح الراجحي الذي يعتنق هذا الاعتقاد الباطل. وقد قام ببث شبهات لتأييد مزاعمه بهذا الشأن.
نسأل الله الهداية والثبات والإخلاص والقبول وحسن الخاتمة والتوفيق والسداد.